مدونة قسم المسيرة

المدونة

09/02/2011 18:00

 

المدونة

                                    بقلم : كمال بوعباد

قلبي كان عليك مغروم
وعيني كان ما يجيها نوم
حبي ليك ما يتقدر بسوم
عليا تلعبي ما ضربا سوق
فالمرار خليتني ساير ندوق
وبمسمار الهم مزاجي مطروق
سمعت المدونة وطلعتي لفوق
باللباس المطروز..والكلام المنطوق
داخلة...خارجة تعوكي بالبوق
واليوم عليك أنا راني مفروق
خليني نحس باللي من أول مخلوق
نساي حبي ليك وكل ذكرى شوق
وكل كلام منك ليا مسبوق
خليني نشكي همي لقلبي المحروق
يمكن يداويني بشكل موثوق

 

 
قراءة الشاعر كمال بوعباد لقصيدة " المدونة "
إن القارئ لهذه القصيدة سيدرك تماما مغزاها,بالرغم من تعدد أساليب تفكيك رموزها,وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأبيات تقرب القارئ من الصورة التي كان ينظرها المجتمع إلى المرأة ذلك الكائن البارئ اللطيف الذي سلب عطف وحب كل الرجال,بعدما أنشأت أجيالا تركت بصمتها في التاريخ أمثال :خالد بن الوليد,وطارق بن زياد....,فكانت المربي والمعلم.
لكن لم تستطع على أن تكمل مسيرتها بنفس الوثيرة, فبمجرد ما عرف المجتمع الإسلامي انفتاحا على الغرب وعلى طقوسه وعاداته, لاحظ الفرق الشاسع بين وضعية المرأة الغربية والمتمتعة بكل الحقوق والتي مكنتها بشكل كبير من منافسة الرجل في ميدان عمله,بل والوصول إلى مقاليد الحكم,وبين نظيرتها المسلمة التي اقتصر دورها في الاهتمام بأسرتها والقيام بأشغال بيتها.
لتبدأ فصول عهد جديد يقر بتمتيع المرأة المسلمة بنفس ما تتمتع به المرأة الغربية من حقوق و امتيازات, دفعت بإنشاء جمعيات و وداديات تطالب وبشدة برد الاعتبار للمرأة بكونها مهضومة الحقوق و تعيش تحت سلطة الرجل الظالم,ومن هنا بدأ التفكير في وضع قانون يضمن لها هذه الحقوق,فكان فرصة لظهور مولود جديد حمل اسم"المدونة".
لقد أعطى هذا القانون الجديد صبغة خاصة للمرأة, فتخلت عن دورها في البيت واختارت أن تكون وجهتها هي منافسة الرجل والمطالبة بالمساواة, بداية من الخروج إلى العمل مقابل أجر زهيد على ما يتقاضاه الرجل, ومرورا بفرض سلطتها عليه والتحكم في تحركاته بعدما انفتحت على الفضاء الخارجي, وانتهاءا بأحقيتها في مقاضاة الرجل والتطليق منه, والاستفادة من الغنائم التي بحوزته.
كل هذه المعطيات كانت كافية لتغير نظرة الرجل إليها بصفة خاصة,ونظرة المجتمع بشكل عام,فكان الأرحم للرجل أن يعيش وحيدا بعيدا عن هذا الكائن الذي كان بريئا في وقت من الأوقات قبل أن تجرف به أمواج تقليد الغرب, لتنتهي القصة عند  استغلال المجتمع للمرأة وتحويلها إلى أداة إثارة وإغراء للتسويق,لتسقط كرامتها بعد ذلك,ويصير جيل "خالد"و"طارق"في خبر كان.
للخلف

ابحث فى الموقع

جميع الحقوق محفوظة 2008 ©